الثلاثاء، 19 أبريل 2011

الأيوبي: أدعو الشعب اللبناني إلى محاولة التعاطي فيما بينهم للتفاهم على مستقبلهم دون المسؤولين الذين يتزعمون الطوائف - على الجميع محاسبة نوابهم مباشرة قبل الوصول لشتم الحكومات ومصارعة بعضهم بعضا

إتهم رئيس حركة المسار اللبناني السيد نبيل الأيوبي في تصريح لموقعنا من أسماهم أبواق الشؤم والترويج لسلبيات، لبنان بغنى عنها في هذا الوقت بالذات، والتي باتت تسيطر على الأجواء العامة.

وقال، لقد إعتدنا على هذه الأبواق السلبية، وهي لم ولا ولن تقدم ولا تؤخر في أي مرحلة سياسية داخلية، وهي بالطبع وليدة العلاقات السيئة بين لبنان وسوريا التي أفرزتها الأحداث منذ زمن بعيد، وهي من أساءت وتسيئ وستسيء وتهدم كل ما يقوم به الخيرين من كلا البلدين الشقيقين تاريخيا وجغرافيا، ولزاما عليها أن تصمت من الآن وصاعدا، وبشكل خاص جدا من يتبنى منهم السخافات الغير منطقية والتي تفتقر للحد الأدنى من المنطق، ولا يمكن أن تحمل طياتها أي معلومات حقيقية.


وأضاف الأيوبي، يؤلمنا كثيرا أن نشبه البعض من هؤلاء بالذي نرمي له العظمة ليركض خلفها، وهذه الحفنة من الهلوسين، يتلقفون كل ما يرد إن من مصادر رسمية لا تكاد تطلق الخبر حتى تنفيه، أو من مصادر مشبوهة، إلا أن من نتحدث عنهم يستمرون في الترويج للخبر والمضي به والإيهام بالإستماتة في سبيل ما يظنونه "الدفاع عن جبهة الصمود والتصدي الشقيقة سوريا"، إنه لأمر غريب أن نرى في القرن الذي وصلنا إليه شريحة تدعي ممارستها للسياسة ويتملكها الجهل بأسمى وأرقى عناوينه، والدلائل كثيرة على هؤلاء، وليسوا بحاجة لأصابع تدل عليهم، فهم يشيرون إلى أنفسهم بأنفسهم، منهم يحملون رتبا عسكرية وللأسف  كانوا يتولون مراكز حساسة أدت أدوارا سيئة في البلاد، ومنهم عينوا غصبا عن القانون والدستور في مناصب وزارية ونيابية ورسمية مختلفة، مبرمجين ليقوموا بواجباتهم تلقائيا دون الرجوع لآمريهم، وها هم يبعبعون ويتبنون ترهات مختلفة هدفها العبث بالأمن والجو السياسي العام.



وأضاف الأيوبي، إن لبنان وسوريا بلدان شقيقان ويكادان أن يكونا بلدا واحدا لو لم يتدخل الإفرنج في تقسيمه للإستمتاع بمقدراته، ومن يحاول تشويه العلاقات لمجرد شعوره بأنه مستزلم لجهة ما على حساب اللبنانيين أوالسوريين، نؤكد له أن أن لعبة التشبيح باتت في خبر كان، وما الإصلاحات الموعودة في سوريا إلا دليلا على ان التنظيف الذي سيبدأ به الرئيس بشار الأسد، سيكون حاسما خاصة على اللبنانيين المتطفلين وأصحاب المآرب التي ثبت مع الوقت بأنها تقف خلف معظم ما يحدث من أمور مسيئة وإفساد للعلاقات بين البلدين.


أما لجهة تأليف الحكومة الموعودة، فقال الأيوبي، إن ميشال عون بات مبدئيا خارج اللعبة الحقيقية للتأليف، كونه يطالب بكل الوزارات، أو تبديلها جميعا بكرسي الرئآسة الأولى، وهذا ما لن يراه من إغتصب سلطة الدولة، ولا يستحي الآن بالمطالبة علنا بأموال يدعي ملكيته لها متهما الدولة بتجميدها ورفض تسليمها له، وهي بملايين الدولارات، فهل يعقل أن قائدا للجيش أو رئيس وزراء مغتصب للشرعية يمكن أن يدخر ملايين الدولارات من راتبه؟ إنها الوقاحة بعينها، وليترك هو وأمثاله رئيسي الجمهورية والوزراء يقومان بواجباتهما من خلال حقوقهما المشروعة، والعمل دستوريا في تأليف الوزارة دون الضغط السياسي وأو الميليشياوي، فكلا الرئيسين مشهود لهما بالوطنية، ونقطة على السطر.


أما بانسبة للوضع الإعلامي في لبنان، فقال الأيوبي، للأسف نحن نعيش حالة من الفساد الإعلامي بشتى مراحله وفصوله وأنواعه، والجميع يعمل على تضييع فرص الرحمة لهذا البلد، وخاصة إعلام من يدعي الحرص على المقاومة، أو حتى إعلام المقاومة بحد ذاتها، وهذا أمر مشبوه وغير مبرر، فبدلا توجيه هذا الإعلام لدعم المقاومة لتكون مواجهة مباشرة للعدو الصهيوني، نرى هذا الإعلام يستخدم سلاحا لإشباع رغبات مؤيديه وتشجيعهم على كره أخوانه في الدين وهذا ما هو حرام شرعا، والغريب أن هذه الجهة رغم إعتناقها الدين الإسلامي، فإنها لم تحاول يوما التقرب ومحاولة حل الإشكالات التي تعيق التقارب، بل تزيدها، وهنا لا نحمل هذه الجهة كل الأمر، بل إننا عاتبون على عدم فرض التقرب كما تقوم بفرض الأمور الأخرى، فالجهة الثانية أيضا تتحمل كما الأولى المسؤولية وتشاطرها الأخطاء، وعلى اُنان حزم أمرهما والتواصل لمواجهة ما يحصل وسيحصل داخلهما، وهل لنا أن نذكرهما بقول الله تعالى في سورة الحجرات: "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"، وعلى ما يبدو، فإن الله سبحانه وتعالى وجه هذه الدعوة للمؤمنين وليس المسلمين، لذلك ليس من يسمع.


وردا على سؤآل حول الوضع في جنوب الجنوب، قال الأيوبي، الوضع في الجنوب سيء جدا، فالعدو لم يهدأ يوما منذ أواسط القرن الماضي، وحتى الآن، وهو يعمل ليلا نهارا على إرهاب المواطنين اللبنانيين من الجنوب حتى أقصى الشمال مرورا بالبقاع وبيروت، ولن نتمكن من توقيف إرهابه إلا بإخضاعه لأمر واقع جديد، وهذا يقع على عاتق الجميع وعليهم التوافق على ذلك بالحد الأدنى، ونحن في لبنان وفرنا نصف المطلوب، عبر دعمنا للمقاومة مهما كان لونها أو شكلها، ويبقى النصف الآخر وهو العمل السياسي والأمني الدولي، ومحاكاة العدو الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة الأميركي كما يجب لكي يحسب حساباته جيدا قبل القيام بأي أمر إرهابي، وحتى الوصول إلى حد وقفه نهائيا ورد كل مشاريعه التي يعمل عليها حسب حساباته، إلى أن تحين ساعة إنهاء هذا الكيان الغاصب الذي لم يولد بل بني على جثث شهداء أطفال نساء ورجال الأمة العربية الحقيقية، وبعدها تكون هجرة الفلسطينيين إلى بلادهم بعدما تآكلهم العمر والزمن، وباتوا في خبر كان، بفضل الجهود الأخوية في الدول العربية التي أنهكتهم وعملت على تصفيتهم في سبيل تصفية قضيتهم الحق، وضرب مقاومتهم والإجهاز عليها، وليست حرب المخيمات التي دارت في لبنان سوى محطة منها، إلا أن أملنا يكبر أكثر فأكثر عندما نرى إعلانا لشركة صهيونية عن سيارة سوبارو وفيها عنوان "سنرى من سيقف أمامك" وهي عبارة عن سيارة تدهس طفلين فلسطينيين، وأترك التعليق لكم في هذا.


وأخيرا، وجه رئيس حركة المسار اللبناني دعوة للشعب اللبناني، وقال فيها، أدعو الشعب اللبناني إلى محاولة التعاطي فيما بينهم للتفاهم على مستقبلهم دون المسؤولين الذين يتزعمون الطوائف الذين ما زالوا يتخذون من دريئة الطائفية التي أخافوا الناس بها ملجأ لهم ليقنصوا الفرص وكأنهم يلعبون لعبة إغتنم ما أمكن، البلد ذاهب ومن خلفي لا أحد يرعى، وأذكرهم بأن أصواتهم التي منحوها للنواب ليمثلوهم في الندوة البرلمانية، يمكن إستعادتها، وأي دستور يقول بعدم قدرة الناخب على سحب صوته أو أنه لا يمكن أن يحاسب من إنتخبه إلا بعد أربع سنوات أو في الصندوق، هذا خطأ كبير، كالساكت عن الحق، على الجميع محاسبة نوابهم مباشرة قبل الوصول لشتم الحكومة، ومما يشكي المجلس النيابي؟ اليس هو المجلس التشريعي لكل شاردة وواردة وهو يحاسب الحكومة؟ عليك أيها اللبناني محاسبة نائبك وسحب صوتك منه كخطوة أولى في حال عدم الإيجاب، والخطوات التالية تأتي بنفسها، إسمه نائب، أي من ينوب عنك، وهل ترضى أيها اللبناني أن يكون من سميته نائبا أن يعمل لغير صالح المصلحة العامة التي هي بالنهاية مصلحتك الخاصة؟

أملنا كبير جدا برئيسنا العماد ميشال سليمان، وبالرئيس محمد نجيب ميقاتي، وبكل من هو وطني شريف، وعلى جميع المواطنين دعم مؤسسات الدولة في جميع الأحوال، وأبرزها مؤسسة الجيش اللبناني، والتعاون معها جميعا من خلال عدم التطلع إلى الأعلى وما يمتهنه الفاسدين، فلينظر الجميع كيف أن المهاجرين مهما غابوا، لن تكون هناك أرض تحميمهم وتحضنهم سوى أرض بلادهم، والتاريخ يشهد ويثبت ذلك.






الحدث السياسي

18-4-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق