الأربعاء، 20 أبريل 2011

الأستونيين السبعة ظهروا رهائن ويطالبون بإنقاذهم

نشر خاطفو الاستونيين السبعة تسجيل فيديو على موقع “Youtube“ من مستخدم “thekidnaper2011“ يظهر فيه المخطوفون وهم يناشدون مساعدتهم وإنقاذهم.

ويتوجه المخطوفون بالطلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري والملكين السعودي عبدالله بن عبد العزيز والأردني عبد الله الثاني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بطلب تنفيذ مطالب الخاطفين لتحريرهم.


وفي الشريط يتحدث المخطوفون باللغة الانجليزية الواحد تلو الآخر فيقول أولهم: “رجاء افعلوا اي شيء لمساعدتنا في العودة إلى وطننا ورجاء أعطوا الخاطفين ما يطلبونه لنعود إلى عائلاتنا في القريب العاجل“.


ويتحدث مخطوف ثان فيقول: “رجاء ساعدونا للعودة إلى وطننا ولنرى عائلاتنا ورجاء افعلوا ما يطلبونه منكم“ ليضيف ثالث: “إنه وضع صعب جداً. الرجاء افعلوا أي شيء لمساعدتنا“. ويتوالى المخطوفون الآخرون على طلب المساعدة كل بدوره.

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

الأيوبي: أدعو الشعب اللبناني إلى محاولة التعاطي فيما بينهم للتفاهم على مستقبلهم دون المسؤولين الذين يتزعمون الطوائف - على الجميع محاسبة نوابهم مباشرة قبل الوصول لشتم الحكومات ومصارعة بعضهم بعضا

إتهم رئيس حركة المسار اللبناني السيد نبيل الأيوبي في تصريح لموقعنا من أسماهم أبواق الشؤم والترويج لسلبيات، لبنان بغنى عنها في هذا الوقت بالذات، والتي باتت تسيطر على الأجواء العامة.

وقال، لقد إعتدنا على هذه الأبواق السلبية، وهي لم ولا ولن تقدم ولا تؤخر في أي مرحلة سياسية داخلية، وهي بالطبع وليدة العلاقات السيئة بين لبنان وسوريا التي أفرزتها الأحداث منذ زمن بعيد، وهي من أساءت وتسيئ وستسيء وتهدم كل ما يقوم به الخيرين من كلا البلدين الشقيقين تاريخيا وجغرافيا، ولزاما عليها أن تصمت من الآن وصاعدا، وبشكل خاص جدا من يتبنى منهم السخافات الغير منطقية والتي تفتقر للحد الأدنى من المنطق، ولا يمكن أن تحمل طياتها أي معلومات حقيقية.


وأضاف الأيوبي، يؤلمنا كثيرا أن نشبه البعض من هؤلاء بالذي نرمي له العظمة ليركض خلفها، وهذه الحفنة من الهلوسين، يتلقفون كل ما يرد إن من مصادر رسمية لا تكاد تطلق الخبر حتى تنفيه، أو من مصادر مشبوهة، إلا أن من نتحدث عنهم يستمرون في الترويج للخبر والمضي به والإيهام بالإستماتة في سبيل ما يظنونه "الدفاع عن جبهة الصمود والتصدي الشقيقة سوريا"، إنه لأمر غريب أن نرى في القرن الذي وصلنا إليه شريحة تدعي ممارستها للسياسة ويتملكها الجهل بأسمى وأرقى عناوينه، والدلائل كثيرة على هؤلاء، وليسوا بحاجة لأصابع تدل عليهم، فهم يشيرون إلى أنفسهم بأنفسهم، منهم يحملون رتبا عسكرية وللأسف  كانوا يتولون مراكز حساسة أدت أدوارا سيئة في البلاد، ومنهم عينوا غصبا عن القانون والدستور في مناصب وزارية ونيابية ورسمية مختلفة، مبرمجين ليقوموا بواجباتهم تلقائيا دون الرجوع لآمريهم، وها هم يبعبعون ويتبنون ترهات مختلفة هدفها العبث بالأمن والجو السياسي العام.



وأضاف الأيوبي، إن لبنان وسوريا بلدان شقيقان ويكادان أن يكونا بلدا واحدا لو لم يتدخل الإفرنج في تقسيمه للإستمتاع بمقدراته، ومن يحاول تشويه العلاقات لمجرد شعوره بأنه مستزلم لجهة ما على حساب اللبنانيين أوالسوريين، نؤكد له أن أن لعبة التشبيح باتت في خبر كان، وما الإصلاحات الموعودة في سوريا إلا دليلا على ان التنظيف الذي سيبدأ به الرئيس بشار الأسد، سيكون حاسما خاصة على اللبنانيين المتطفلين وأصحاب المآرب التي ثبت مع الوقت بأنها تقف خلف معظم ما يحدث من أمور مسيئة وإفساد للعلاقات بين البلدين.


أما لجهة تأليف الحكومة الموعودة، فقال الأيوبي، إن ميشال عون بات مبدئيا خارج اللعبة الحقيقية للتأليف، كونه يطالب بكل الوزارات، أو تبديلها جميعا بكرسي الرئآسة الأولى، وهذا ما لن يراه من إغتصب سلطة الدولة، ولا يستحي الآن بالمطالبة علنا بأموال يدعي ملكيته لها متهما الدولة بتجميدها ورفض تسليمها له، وهي بملايين الدولارات، فهل يعقل أن قائدا للجيش أو رئيس وزراء مغتصب للشرعية يمكن أن يدخر ملايين الدولارات من راتبه؟ إنها الوقاحة بعينها، وليترك هو وأمثاله رئيسي الجمهورية والوزراء يقومان بواجباتهما من خلال حقوقهما المشروعة، والعمل دستوريا في تأليف الوزارة دون الضغط السياسي وأو الميليشياوي، فكلا الرئيسين مشهود لهما بالوطنية، ونقطة على السطر.


أما بانسبة للوضع الإعلامي في لبنان، فقال الأيوبي، للأسف نحن نعيش حالة من الفساد الإعلامي بشتى مراحله وفصوله وأنواعه، والجميع يعمل على تضييع فرص الرحمة لهذا البلد، وخاصة إعلام من يدعي الحرص على المقاومة، أو حتى إعلام المقاومة بحد ذاتها، وهذا أمر مشبوه وغير مبرر، فبدلا توجيه هذا الإعلام لدعم المقاومة لتكون مواجهة مباشرة للعدو الصهيوني، نرى هذا الإعلام يستخدم سلاحا لإشباع رغبات مؤيديه وتشجيعهم على كره أخوانه في الدين وهذا ما هو حرام شرعا، والغريب أن هذه الجهة رغم إعتناقها الدين الإسلامي، فإنها لم تحاول يوما التقرب ومحاولة حل الإشكالات التي تعيق التقارب، بل تزيدها، وهنا لا نحمل هذه الجهة كل الأمر، بل إننا عاتبون على عدم فرض التقرب كما تقوم بفرض الأمور الأخرى، فالجهة الثانية أيضا تتحمل كما الأولى المسؤولية وتشاطرها الأخطاء، وعلى اُنان حزم أمرهما والتواصل لمواجهة ما يحصل وسيحصل داخلهما، وهل لنا أن نذكرهما بقول الله تعالى في سورة الحجرات: "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"، وعلى ما يبدو، فإن الله سبحانه وتعالى وجه هذه الدعوة للمؤمنين وليس المسلمين، لذلك ليس من يسمع.


وردا على سؤآل حول الوضع في جنوب الجنوب، قال الأيوبي، الوضع في الجنوب سيء جدا، فالعدو لم يهدأ يوما منذ أواسط القرن الماضي، وحتى الآن، وهو يعمل ليلا نهارا على إرهاب المواطنين اللبنانيين من الجنوب حتى أقصى الشمال مرورا بالبقاع وبيروت، ولن نتمكن من توقيف إرهابه إلا بإخضاعه لأمر واقع جديد، وهذا يقع على عاتق الجميع وعليهم التوافق على ذلك بالحد الأدنى، ونحن في لبنان وفرنا نصف المطلوب، عبر دعمنا للمقاومة مهما كان لونها أو شكلها، ويبقى النصف الآخر وهو العمل السياسي والأمني الدولي، ومحاكاة العدو الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة الأميركي كما يجب لكي يحسب حساباته جيدا قبل القيام بأي أمر إرهابي، وحتى الوصول إلى حد وقفه نهائيا ورد كل مشاريعه التي يعمل عليها حسب حساباته، إلى أن تحين ساعة إنهاء هذا الكيان الغاصب الذي لم يولد بل بني على جثث شهداء أطفال نساء ورجال الأمة العربية الحقيقية، وبعدها تكون هجرة الفلسطينيين إلى بلادهم بعدما تآكلهم العمر والزمن، وباتوا في خبر كان، بفضل الجهود الأخوية في الدول العربية التي أنهكتهم وعملت على تصفيتهم في سبيل تصفية قضيتهم الحق، وضرب مقاومتهم والإجهاز عليها، وليست حرب المخيمات التي دارت في لبنان سوى محطة منها، إلا أن أملنا يكبر أكثر فأكثر عندما نرى إعلانا لشركة صهيونية عن سيارة سوبارو وفيها عنوان "سنرى من سيقف أمامك" وهي عبارة عن سيارة تدهس طفلين فلسطينيين، وأترك التعليق لكم في هذا.


وأخيرا، وجه رئيس حركة المسار اللبناني دعوة للشعب اللبناني، وقال فيها، أدعو الشعب اللبناني إلى محاولة التعاطي فيما بينهم للتفاهم على مستقبلهم دون المسؤولين الذين يتزعمون الطوائف الذين ما زالوا يتخذون من دريئة الطائفية التي أخافوا الناس بها ملجأ لهم ليقنصوا الفرص وكأنهم يلعبون لعبة إغتنم ما أمكن، البلد ذاهب ومن خلفي لا أحد يرعى، وأذكرهم بأن أصواتهم التي منحوها للنواب ليمثلوهم في الندوة البرلمانية، يمكن إستعادتها، وأي دستور يقول بعدم قدرة الناخب على سحب صوته أو أنه لا يمكن أن يحاسب من إنتخبه إلا بعد أربع سنوات أو في الصندوق، هذا خطأ كبير، كالساكت عن الحق، على الجميع محاسبة نوابهم مباشرة قبل الوصول لشتم الحكومة، ومما يشكي المجلس النيابي؟ اليس هو المجلس التشريعي لكل شاردة وواردة وهو يحاسب الحكومة؟ عليك أيها اللبناني محاسبة نائبك وسحب صوتك منه كخطوة أولى في حال عدم الإيجاب، والخطوات التالية تأتي بنفسها، إسمه نائب، أي من ينوب عنك، وهل ترضى أيها اللبناني أن يكون من سميته نائبا أن يعمل لغير صالح المصلحة العامة التي هي بالنهاية مصلحتك الخاصة؟

أملنا كبير جدا برئيسنا العماد ميشال سليمان، وبالرئيس محمد نجيب ميقاتي، وبكل من هو وطني شريف، وعلى جميع المواطنين دعم مؤسسات الدولة في جميع الأحوال، وأبرزها مؤسسة الجيش اللبناني، والتعاون معها جميعا من خلال عدم التطلع إلى الأعلى وما يمتهنه الفاسدين، فلينظر الجميع كيف أن المهاجرين مهما غابوا، لن تكون هناك أرض تحميمهم وتحضنهم سوى أرض بلادهم، والتاريخ يشهد ويثبت ذلك.






الحدث السياسي

18-4-2011

الاثنين، 18 أبريل 2011

السنة والشيعة.. دروس من صلاح الدين الأيوبي

محمد الشنقيطي
في الصراع الطائفي الدائر رحاه اليوم في العراق والمنطقة يتم استدعاء التاريخ بطريقة انتقائية عرجاء، فيتخذ منه الطائفيون من السنة ومن الشيعة على حد السواء حطبا لإلهاب المعركة، ووصم الطرف الآخر بوصمة الشر، تبريرا لارتكاب جرائم دموية ضده لا يسوغها عقل ولا شرع.

فأهل السنة أصبحوا في نظر بعض الشيعة وهابيين نواصب، أعداء لآل البيت النبوي، يجب الثأر منهم لمصارع آل البيت في القرن الأول الهجري.

والشيعة أصبحوا في نظر بعض أهل السنة روافض باطنيين يظهرون الإسلام ويضمرون الكفر، وخنجرا في خاصرة الأمة، وطابورا خامسا يخدم أعداءها من داخلها.

وفي هذا الجو المشحون بالتعبئة والكراهية العمياء، نسي الطرفان أن التاريخ الإسلامي ليس تاريخ صراع بين السنة والشيعة، كما نسوا أن الطرفين -على عمق الخلاف الفكري والفقهي بينهما- اصطفا في خندق واحد أكثر من مرة حين جد الجد، وتعرضت الأمة للاستباحة من طرف أعدائها.

كما غابت عن بال هؤلاء الطائفيين مظاهر الحكمة والرحمة في تعامل المسلم مع أخيه المسلم المخالف له في فهم جوانب من العقيدة، أو في تطبيق مظاهر من الشريعة.

وفي هذا المقال نذكر الطرفين بسابقة تاريخية من القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي، الذي يستوطن في العقل الجمعي الإسلامي مكانة خاصة.

وهو قائد عاش في عصر شبيه بعصرنا من حيث استباحة بيضة الأمة وتكالب أعدائها عليها وافتراق كلمتها. لكنه بتركيب عجيب بين الشجاعة والحزم من جانب، والحكمة والرحمة من جانب آخر، استطاع أن يستعيد بيت المقدس من أيدي الصليبيين وينقذ مصر من شرهم، ويوحد كلمة الأمة في عصر عز فيه الموحد والناصر، وساد المفرق والمخذل.

وكان له كل ذلك بفضل فقهه بسلم الأوليات، ووعيه العميق بظروف الطوارئ التي تمنع استنزاف الذات في الحروب الكلامية والصراعات الجانبية.

والسابقة التاريخية المقصودة هنا هي تعامل صلاح الدين الأيوبي مع حكام الدولة العلوية الفاطمية في مصر الذين أعلنوا أنفسهم خلفاء مجانبةً للخلافة العامة في بغداد، وخرجوا على جمهور الأمة في مذهبهم العقدي والفقهي خروجا لم تفعله طائفة مسلمة معتبرة في تاريخ الإسلام، وضايقوا أهل السنة في مصر حتى أصبحت قراءة صحيح البخاري جريمة.

ومع كل ذلك فإن تعامل صلاح الدين الأيوبي مع هذه الدولة المارقة كان محكوما بمنطق غير طائفي، وكان مبنيا على إدراك عميق لظروف الطوارئ التي تعيشها الأمة وهي محاصرة بين فكَّيْ الخطر الصليبي القادم من الشمال، والزحف المغولي الداهم من الشرق.

منهج الحكمة والرحمة والوفاء

أول ما يلفت النظر هنا استنجاد الخليفة الشيعي الفاطمي في مصر بحاكم الشام السني نور الدين زنكي، وهو ما فتح الباب لقدوم صلاح الدين إلى مصر وعمله وزيرا للدولة الفاطمية، وقتاله الصليبيين تحت رايتها سنين عديدة، دون اعتبار للخلاف المذهبي بين الطرفين.

كما يلفت النظر أيضا أسلوب الحكمة والرحمة والوفاء الذي تعامل به صلاح الدين مع القيادة الفاطمية، حينما مال ميزان القوة لصالحه، وأصبح قائدا عسكريا مسيطرا، ثم أخيرا ملكا لمصر والشام، بعد وفاة الخليفة الفاطمي العاضد.يروي ابن شداد -وهو كاتب صلاح الدين الخاص ومؤرخ سيرته- في كتابه "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية" (ص 280-281) وأبو شامة في "كتاب الروضتين في تاريخ الدولتين" (ص 362-363)، بعض الأمور التي تعكس حكمة صلاح الدين وبعد نظره وفهمه لأخوة الإسلام التي لا تسقط إلا بسقوط أصل الإسلام.

يروي ابن شداد أن نور الدين زنكي لما أرسل إلى صلاح الدين من الشام يأمره بالدعاء لخلفاء بني العباس على المنابر، وهي الإشارة الرمزية إلى البيعة لهم والتخلص من منافسيهم الفاطميين، "راجعه صلاح الدين في ذلك خوف الفتنة".وزاد أبو شامة الأمر توضيحا بالقول: "فاعتذر صلاح الدين بالخوف من وثوب أهل مصر وامتناعهم عن الإجابة إلى ذلك، لميلهم إلى العلويين".

فصلاح الدين كان حريصا على توحيد الكلمة بترفق وتلطف، ودون استعجال أو قفز على الوقائع الاجتماعية والثقافية المتراكمة على مر الزمان.

وبعد إصرار نور الدين على أن ينفذ صلاح الدين أمره، انتظر صلاح الدين حتى مرض الخليفة الفاطمي العاضد، فأقعده المرض عن حضور الصلوات وتسيير الشأن العام، فبدأ صلاح الدين في التنفيذ، ولو أراد تنفيذ الأمر في صحة الخليفة الفاطمي وقوته لفتح الباب أمام اقتتال داخلي بين المسلمين في مصر.

ثم لما مات العاضد بُعيد ذلك بمدة وجيزة ندم صلاح الدين على استعجاله في تحويل الخطبة، وعدم التروي أكثر في الأمر. قال أبو شامة: "وأما ندمُ صلاح الدين، فبلغني أنه كان على استعجال بقطع خطبته وهو مريض، وقال: لو علمت أنه يموت من هذا المرض ما قطعتها إلى أن يموت".

وقبل أن يموت العاضد لم يجد أكثر رحمة وثقة من صلاح الدين ليستودعه أبناءه ويوصيه بإكرامهم، رغم بعد الشقة المذهبية بين الطرفين.

يذكر أبو شامة أن أبا الفتوح بن العاضد أخبره "أن أباه في مرضه استدعى صلاح الدين فحضر، قال وأحضرَنا، يعني أولاده وهم جماعة صغار، فأوصاه بنا، فالتزم إكرامنا واحترامنا، رحمه الله".

وبناء على وصية العاضد هذه "نقل صلاح الدين أهل العاضد إلى موضع من القصر ووكل بهم من يحفظهم"، كما يروي ابن شداد. وقد أكد أبو شامة حسن معاملة صلاح الدين لأفراد أسرة الخليفة الفاطمي فكتب: "ونقل أهل العاضد إلى مكان منفرد، ووكل لحفظهم، وجعل أولاده وعمومته وأبناءهم في الإيوان في القصر، وجعل عندهم من يحفظهم".

ونقل أبو شامة عن أبي الفتوح بن الخليفة العاضد أن صلاح الدين "جعلهم في دار برجوان في الحارة المنسوبة إليه بالقاهرة، وهي دار كبيرة واسعة، كان عيشهم فيها طيبا". وكذلك فليكن الوفاء والمشاعر الإنسانية التي تتجاوز الخلافات المذهبية والطائفية وتتعالى عليها.

ولما مات الخليفة الفاطمي لم يظهر صلاح الدين شماتة ولا غبطة برحيل عدوه المذهبي، كما يشمت حملة الفكر الطائفي اليوم بعضهم ببعض، بل "جلس السلطان للعزاء، وأغرب في الحزن والبكاء، وبلغ الغاية في إجمال أمره؛ والتوديع له إلى قبره" كما يقول ابن شداد.

فلم ينس صلاح الدين للعاضد أنه عينه وزيرا لمصر، واستودعه ثقته، وحمَّله لواء الدفاع عن مصر ضد الصليبيين.

ساحة فكر لا ساحة معركة

كان صلاح الدين سنيا عميق الاقتناع بتسننه، بل كان متحيزا للمذهب الشافعي الذي يدين به على حساب المذاهب السنية الأخرى. وكان إلى ذلك مؤمنا بوحدة الأمة، حريصا على الارتباط بالخلافة العباسية في بغداد التي هي رمز الوحدة الإسلامية رغم ضعفها وخورها.

بينما كان الفاطميون في مصر متعصبين لمذهبهم الشيعي -وهو أبعد مظاهر التشيع عما يدين به جمهور المسلمين- كما كانوا شديدي المنافسة لسلطة الخلافة في بغداد، في وقت تحتاج الأمة فيه إلى التعاضد في وجه أمواج التتار العاتية القادمة من الشرق، وصولات الصليبيين المدمرة في الشمال والغرب.

لكن صلاح الدين كان يدرك أن الخلاف بين أهل الملة الواحدة يجب أن يتم حسمه في ساحة الفكر، لا في ساحة المعركة، وأن هذا الخلاف مهما تعاظم وتراكم على مر القرون، ومهما تجاوز الفروع إلى الأصول، يظل خلافا داخل البيت الواحد، لا يصلح التعامل معه بغير الحوار المتأسس على الحجة والبرهان.

وبهذه الرؤية الحكيمة الرحيمة غير صلاح الدين وجه مصر من دولة يحكمها الفكر الشيعي إلى دولة يسود فيها الفكر السني، دون أن يجر المجتمع المسلم إلى حرب استنزاف طائفي بين السنة والشيعة.

وكانت منهجية صلاح الدين هي تغيير المناخ الفكري والفقهي السائد بطريقة مترفقة هادئة دون مواجهة أو ضوضاء، فأسس صلاح الدين مدارس كثيرة في مصر والشام وفلسطين تحمل الفكر والفقه السني، منها المدرسة الناصرية والمدرسة القمحية والمدرسة السيفية في مصر، ومنها المدرسة الصلاحية في دمشق، ومدرسة بنفس الاسم في القدس.

ولما كان الجامع الأزهر يومها غرة الدولة الفاطمية ومركز أيديولوجيتها وأهم إنجازاتها العلمية، لم يسع صلاح الدين إلى هدمه أو انتزاع قيادته من الفاطميين وأشياعهم من الفقهاء، وإنما انتهج إستراتيجية التفاف حكيمة للتعاطي مع هذه المؤسسة العظيمة.فنقل صلاح الدين خطبة الجمعة -وهي يومئذ رمز سيادة الحاكم وتأكيد شرعيته- من الجامع الأزهر إلى الجامع الحاكمي بالقاهرة، فهمش المؤسسة التي يسطير عليها الفكر الفاطمي، والتف عليها بحكمة وروية، دون أن يدخل في مواجهة مفتوحة مع القوى الدينية المرتبطة بالنظام القديم.

مؤاخذة بالفعل لا بالمذهب

وحينما ثار ثوار على صلاح الدين، وحاولوا اغتياله واستعادة السلطة الفاطمية، وبدؤوا الاتصال بالصليبيين، عاملهم صلاح الدين بحزم، طبقا لفعلهم لا طبقا لفكرهم.

وكان من بين الثوار على صلاح الدين السني المتعصب لتسننه والشيعي المتعصب لتشيعه، خلافا لما يقدمه البعض اليوم من قراءة طائفية صرفة لتلك الحقبة التاريخية.

يروي ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" أن من الثوار على صلاح الدين الذين أرادوا استرداد النظام الفاطمي المنهار الفقيه عُمارة بن علي المذحجي "وكان شديد التعصب للسنة، أديبا ماهرا، لم يزل ماشيَ الحال في دولة المصريين (الفاطميين) إلى أن ملك صلاح الدين فمدحه، ثم إنه شرع في أمور، وأخذ في اتفاق مع الرؤساء في التعصب للعبيديين (الفاطميين) وإعادة دولتهم، فنُقل أمرهم -وكانوا ثمانية- إلى صلاح الدين فشنقهم في رمضان" (ابن العماد: شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6|387).

وقد نشبت ثورات أخرى عدة تهدف إلى استعادة السلطة الفاطمية، وواجهها صلاح الدين بحزم وقوة. لكن صلاح الدين كان يؤاخذ الناس بفعلهم لا بمذهبهم، فهو لم يقتل الشيعة لأنهم شيعة أو السنة لأنهم سنة، وإنما قتل من تآمر لاسترداد حكم فاسد مترهل، عاجز عن حماية الأمة والذب عن حياضها، مفرق لكلمتها ووحدتها.

وكان من بين هؤلاء المتآمرين سنة وشيعة لا ضمائر لهم، مدوا يد الوصل إلى الصليبيين المتربصين من أجل استعادة نفوذهم في مصر. وقد واجه صلاح الدين الفكر بفكر بديل، والفقه بفقه منافس، كما واجه السيف بالسيف، وهذا هو العدل والحكمة.

دروس للحاضر والمستقبلإن تعامل صلاح الدين الأيوبي مع الحكام الفاطميين والفكر الشيعي الفاطمي في مصر يحمل دروسا عظيمة للسنة والشيعة اليوم، يمكن تلخيص أهمها في الآتي:

أولا: أدرك صلاح الدين بفطرته السليمة أن روابط الولاء والأخوة بين أهل الملة الواحدة لا تنصرم بالخلافات المذهبية والطائفية مهما عظمت. فعمل وزيرا للفاطميين وقاتل الصليبيين تحت رايتهم، دون تمييز بين سنة وشيعة، لأن مشروعه كان استنقاذ أمة بأسرها، وهو مشروع أكبر من كل تشيع وتسنن.

ثانيا: انتهج صلاح الدين منهج الحكمة والرحمة في التعامل مع مخالفيه من الفاطميين، إدراكا منه أن الإسلام بغير حكمة ورحمة اسم بغير مسمى، فرقَّ للخليفة الفاطمي المريض، وجلس للعزاء بوفاته، ووفَّى له بوصيته حول إكرام أبنائه ورعايتهم.

ثالثا: واجه صلاح الدين الفكر المخالف بفكر منافس، وواجه المؤمرات العسكرية بسيف صارم، إدراكا منه أن الفكر يواجَه بقوة الفكر، والجُرم يواجَه بقوة القانون. وليس من العدل أن يتم إزهاق نفس بسبب تبنيها فهما مغايرا للإسلام، ولا حتى بسبب رفضها للإسلام جملة وتفصيلا.

رابعا: اعتمد صلاح الدين طريق الترفق والتدرج في التغيير الفكري الذي ارتآه، لأن الجفاء في الإنكار على المخالفين من المسلمين المتلبسين ببعض البدع، دون لطف أو ترفق، أو اعتبار للمآل والثمرات، يعمق الجرح ويوسع الشرخ، دون أن يصلح الخلل أو يحقق المصلحة المرجوة.

خامسا: كان صلاح الدين رجل عمل لا جدل، مدركا أن الاستغراق في أمور الخلاف والوقوف عندها طويلا استنزاف للذات. فعمل على استنقاذ الأمة من حالة الطوارئ التي تعيشها، بالعمل الإيجابي في ساحة الحرب وفي ساحة الفكر، ولم يستنزف جهده في أمور الخلاف والجدل النظري.

وبهذه الرؤية الحكمية، والروح النبيلة سجل صلاح الدين الأيوبي اسمه في سجل الخالدين، قائدا رحيما بأبناء أمته، حريصا عليهم، يسعى لإصلاح فقههم وفكرهم، ويقدم روحه فداء لأرواحهم، بترفق وتلطف وحكمة ورحمة، لا تعميه الخلافات الجزئية عن رؤية الأمور الكلية وفهم حالة الطوارئ التي عاشتها الأمة في أيامه، كما تعيشها في أيامنا.

فهل يتعلم من يحصدون أرواحهم وأرواح إخوانهم كل يوم في مواكب الموت البغدادية، هذه الحكمة والرحمة من هذا القائد الخالد، الذي ولد في العراق وجمع في شخصيته فضائل أهل العراق عربا وأكرادا، سنة وشيعة.

الأحد، 17 أبريل 2011

تركيا تواجه طهران وحزب الله في سورية، واستعداد للتدخل العسكري ..

تؤكد معلومات الجبهة التركمانية المؤتلفة مع القائمة العراقية الأم أن تركيا بدأت سياسة المواجهة الصامتة مع إيران في العراق وفلسطين ولبنان والخليج وأن أي تحرك لإيران في هذه الساحات ستواجهه تركيا سياسيا واقتصاديا وتعتبره تطويقا لانتمائها وتهديدا لمصالحها ، وتعتبر تركيا أن استقالة حكومة الحريري بما يشبه الإقالة عبر حليف طهران حزب الله كانت ردا على زيارة أردوغان للبنان ولقائه بالحريري التي اعتبرتها طهران ردا على زيارة أحمدي نجاد وتحديا للسياسة الإيرانية التي تمسك بلبنان وسورية من خلال حزب الله . ويؤكد مسؤولو الشرق الأوسط في الحكومة التركية أن طهران تعتبر لبنان مدى حيويا لإيران إضافة لسورية وفلسطين إضافة للخليج وهو مايطرح أكثر من شارة استفهام تركية حول السياسة السورية والأهداف الإيرانية البعيدة التي تطوق تركيا .

ويرى المراقبون في أنقرة أن حركة السياسة التركية في اتجاه تونس ومصر وليبيا والبحرين هدفها تحجيم الدور الإيراني المتعاظم من خلال حزب الله ومنع تمدده المريب .

ويؤكد المراقبون هنا أن تركيا لن تظل بعيدة عن التدخل في الشأن السوري إذا ما تطورت الأمور أبعد وبدا ظاهرا التدخل الإيراني وحزب الله في قمع المظاهرات وأهل السنة في سورية مما يعني تطويق تركيا وتحجيم دورها الإقليمي وسياسة انفتاحها على امتدادها التاريخي القديم . ويعتقد أن تركيا لن تمانع في التدخل العسكري للناتو في سورية مستقبلا إذا ماتطورت الأمور أبعد في سورية وستكون شريكة له في تحجيم دوري طهران وحزب الله ، وهو ماجعلها تنقل مقر الناتو في تركيا إلى منطقة أزمير المتشاطئة مع سورية ولبنان

ويعتقد المراقبون في أنقرة أن تركيا تنتظر إلى مطلع الشهر القادم وهو الموعد الذي حددته لاختبار نيات القيادة السورية التي وعدت بإصلاحات شاملة في موعد أقصاه شهر أيار . بعد ذلك وإذا أخفق النظام السوري في تقديم رزمة الإصلاحات التي وعد بها فستقف تركيا إلى جانب المتظاهرين وقيادة غرفة عمليات إسلامية متمركزة في استانبول تحت إشراف الخارجية والمخابرات التركية . وستقدم تركيا حينذاك مساعدات علنية للمتظاهرين ـ الثوار مدعومة بشرعية تدخل عربية كتلك التي شرّعت التدخل في ليبيا .

ويعتقد مراقبون غربيون أن تركيا تحاول شراء مصالح ونفوذ طهران في سورية في مقابل إنقاذ النظام بشرط تأكيد سورية موقفها من دعم قوات الجزيرة في البحرين حيث تتطلع إيران لتغيير معادلات الجغرافية السياسة من خلال تغيير النظام وإقامة نظام فارسي ملحق بطهران .

ويؤكد مراقبون أن تركيا تحركت في أعقاب تهديد منطقة بانياس حيث تقوم ثاني أكبر مصفاة للنفط موّلتها تركيا بمئات ملايين الدولارات وتعتبر تركيا بانياس امتدادا استراتيجيا من الشاطئ التركي .





أنقرة ـ دمشق ـ طهران - بغداد - المحرر العربي / خاص 

المظاهرات تتجدد في سورية بعد يوم من كلمة الاسد


تظاهر الاف السوريين مجددا في مدينة درعا وغيرها من المدن السورية وهم يرددون هتافات تطالب برحيل النظام بعد يوم فقط من القاء الرئيس السوري بشار الأسد كلمة امام الحكومة الجديدة والتي اكد فيها رفع حالة الطوارىء الأسبوع المقبل كحد أقصى.
فقد توافد الاف من القرى والبلدات المحيطة بمدينة درعا الى ساحة المسجد العمري في المدينة وهم يرددون شعارات مثل "الشعب يريد اسقاط النظام" و "سورية حرة حرة بشار اطلع برا".

وافادت صفحة الثورة السورية على موقع الفيسبوك ان شابا قتل في مدينة حمص وسط سورية خلال تظاهرة اليوم فيما اشارت الى محاصرة مدينتي تلبيسة والرستن القريبتين من حمص الى حصار بالمدرعات وقوات الامن والجيش وان قوات الامن قتلت شابين في مدينة تلبيسة.
واصيب خمسة متظاهرين بجروح في السويداء، معقل الدروز في جنوب سوريا الاحد خلال تظاهرتين مناهضتين للنظام بعد تعرضهم للهجوم من قبل الموالين للحكومة حسبما افاد ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس.
وقال مدير المركز السوري للاعلام وحرية التعبير مازن درويش المقيم في دمشق في اتصال هاتفي مع الوكالة انه بمناسبة عيد الجلاء انطلقت تظاهرة من ساحة الشعلة في السويداء شارك فيها 300 شخص اطلقوا هتافات مطالبة باطلاق الحريات في سوريا.
واضاف انه على الاثر "تدخل حوالى 50 شخصا من الزعران والشبيحة من السويداء، على مرأى من قوات الامن التي وقفت بالعشرات تتفرج ولم تحم المتظاهرين، وانهالوا على المتظاهرين بالضرب بواسطة العصي التي كان المهاجمون يرفعون عليها صورا للرئيس".
واضاف انه "بنفس التوقيت جرت تظاهرة مماثلة شارك فيها عدد اقل من الاشخاص في بلدة القرية مسقط رأس سلطان باشا الاطرش قائد الثورة السورية الكبرى وتمت مهاجمتها بنفس الطريقة ما اسفر عن اصابة ثلاثة متظاهرين بجروح نقلوا على اثرها الى مشفى صلخد".
واوضح الناشط الحقوقي ان احد الجرحى الثلاثة هو "هاني حسن الاطرش, حفيد سلطان باشا الاطرش والذي تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح".
جاءت مظاهرات اليوم رغم تأكيد الاسد ان "اللجنة القانونية التي كلفت بالغاء قانون الطوارىء رفعت مقترح لحزمة متكاملة من القوانين التي تغطي رفع حالة الطوارئ".
واضاف أن "هذه الحزمة سترفع الى الحكومة لتحويلها الى تشريعات وقوانين"، موضحا أن "الحد الاقصى لانجاز هذه القوانين هو الاسبوع المقبل".

"محاولات التخريب"

وطالب الأسد قوات الأمن بالتعامل بحزم مع ما سماه "محاولات للتخريب"، معتبرا أن بلاده "تمر بمرحلة دقيقة تتعرض فيها إلى مؤامرات".
كما طالب الحكومة الجديدة بالعمل على إعداد قانون جديد للأحزاب "ضمن جدول زمني معين وثم تقدم اقتراحات".
واعتبر الاسد قانون الاحزاب ذا "حساسية خاصة لانه يؤثر في مستقبل سورية بشكل جذري, إما أن يؤدي الى الوحدة الوطنية أو يفككها".
ودعا إلى أن يحظى القانون الجديد بدراسة "وافية وناضجة وان يكون هناك حوار وطني لنرى ما هو النموذج الافضل الذي يناسب المجتمع السوري".
واعلن الأسد أن "هناك قانونا جديدا وعصريا للاعلام تمت دراسته وهو في مراحله الاخيرة".
ووصف الأسد كل من سقط في المظاهرات الأخيرة بأنه شهيد.
واعتبر العطالة من أهم المشكلات التي تواجه سورية، واصفا إياها بأنها "تحد إقتصادي يواجه البلاد".
وقال الاسد إنه لا بد من إنشاء مشاريع تعالج مشكلة البطالة، موجها الحكومة الجديدة بإنجاز قانون دعم المشروعات الصغيرة.

بي بي سي  17-4-2011

العربية: الناشطون في سوريا ينشرون أخبارهم على موقع تويتر

نقلت قناة "العربية" أن "الناشطين في سوريا يستخدمون اتصالات بطيئة لنشر أخبارهم على موقع "تويتر".